احاديث نبوية شريفة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ فإن الصدق طمأنينة

Thursday, July 30, 2020

/ من Tech News
أحاديث رياض الصالحين باب الصدق
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث - فإن - الصدق - طمأنينة
شرح حديث/ فإن الصدق طمأنينة
أحاديث رياض الصالحين

باب الصدق الحديث رقم 56
عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب، رضي الله عنهما، قال: حفظت من رسول الله ) دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة) رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.
قوله: (يَريبُك) هو بفتح الياء وضمِّها؛ ومعناه: اترك ما تشك في حِلِّه، واعدل إلى ما لا تشك فيه.

الشرح
قوله: (دع) أي: اترك) ما يريبك (بفتح الياء، أي: تشك فيه ولا تطمئن إليه) إلى ما لا يريبك (إلى الشيء الذي لا ريب فيه.
وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية، وهو حديث جامع مهم، وهو باب عظيم من أبواب الورع والاحتياط.
وقد سلك أهل العلم ـ رحمهم الله ـ في أبواب الفقه هذا المسلك، وهو الأخذ بجانب الاحتياط، وذكروا لذلك أشياء كثيرة.
منها: إنسان أصاب ثوبه نجاسة، ولا يدري هل في مقدَّمِ الثوب أو في مؤخَّره، إن غسلَ المقدم صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مؤخر الثوب، وإن غسلَ المؤخر صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مقدم الثوب! فما هو الاحتياط؟
الاحتياط أن يغسل مقدمه ومؤخره، حتى تزول ريبته ويطمئن.
ومنها: لو شك الإنسان في صلاته: هل صلى ركعتين أو ثلاث ركعات، ولم يترجح عنده شيء؟ فهنا، إن أخذ بركعتين صار عنده ريبه فلعله نقص، وإن أخذ بالثلاث صار عنده ريبه، فلعله لم ينقص، لكن يبقى قلقًا؛ فهنا يعمل بما لا ريبة فيه فيعمل بالأقل، فإذا شك هل هي ثلاث أو أربع، فليجعلها ثلاثا، وهكذا.
فهذا الحديث أصل من أصول الفقه، أن الشيء الذي تشك فيه اتركه إلى شيء لا شك فيه.
ثم إن فيه تربية نفسية، وهي أن الإنسان يكون في طمأنينة ليس في قلق، لأن كثيرا من الناس إذا أخذ ما يشك فيه يكون عنده قلق إذا كان حي القلب، فهو دائما يفكر: لعلي فعلت، لعلي فعلت. لعلي تركت، فإذا قطع الشك باليقين زال عنه ذلك.
قال النبي ): فإن الصدق طمأنينة (وهذا وجه الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب) باب الصدق(.
فالصدق طمأنينة، لا يندم صاحبه أبدا، ولا يقول: ليتني وليتني؛ لأن الصدق منجاة، والصادقون يُنَجِّيهُم الله بصدقهم، وتجد الصادق دائما مطمئنا؛ لأنه لا يتأسف على شيء حصل أو شيء يحصل في المستقبل؛ لأنه قد صدق، و) مَنْ صَدَقَ نجا (
أما الكذب، فبيَّن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه ريبة، ولهذا تجد أول من يرتاب في الكاذب نفسه، فيرتاب الكاذب: هل يصدِّقه الناس أو لا يصدقونه؟
ولهذا تجد الكاذب إذا أخبرك بالخبر قام يحلف بالله أنه صدق؛ لئلا يرتاب في خبره، مع أنه محل ريبة.
تجد المنافقين مثلا يحلفون بالله ما قالوا: ولكنهم في ريبة، قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ]التوبة: 74[فالكذب لا شك أنه ريبة وقلق للإنسان، ويرتاب الإنسان: هل عَلِمَ الناس بكذبه أم لم يعلموا؟ فلا يزال في شك واضطراب.
فنأخذ من هذا الحديث أنه يجب على الإنسان أن يدع الكذب إلى الصدق؛ لأن الكذب ريبة، والصدق طمأنينة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) والله الموفق.

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
Newer Post آخر مشاركة Older Post Home

No comments

Post a Comment

مهم
2021 © All Rights Reserved
Share By El-Islamia