لا غنى لأحد عن مغفرة الله تعالى وعونه

Wednesday, July 1, 2020

/ من Tech News
لا غنى لأحد عن مغفرة الله تعالى وعونه:
لم يغر ملك سليمان سليمانَ عليه السلام، وإنما قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا سورة ص:35، رَبِّ اغْفِرْ لِيتأمل كيف حاجتهم إلى المغفرة وهم الأنبياء! يسألون ربهم المغفرة وكأنهم أجرموا وأذنبوا الذنوب العظيمة، يسألون مغفرة ورحمة، إنها حاجة المؤمن إلى مغفرة ربه عز وجل، إنه إظهار الافتقار للواحد القهار.


وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ سورة الأنبياء:87-88
قال الحسن والشعبي وسعيد بن جبير: ذَّهَبَ مُغَاضِبًا يعني: من أجل ربه عز وجل، غضبت لك يعني: من أجلك، والمؤمن يغضب لله إذا عصي، وكان الأولى أن يصبر، فذهب مغاضباً من أجل ربه، وقد أعلن سخطه على قومه من ما فعلوا وأصروا، وتمردوا وعصوا، فقدر الله أن يلتقمه الحوت، فنادى في الظلمات، إنها لحظات الاضطرار، إنها أوقات الشدة، نادى في الظلمات: ظلمة بطن الحوت، وظلمة قاع البحر واليم، ظلمة الماء، ظلمات أمواج يغشى بعضها بعضاً، وكذلك ظلمة الشدة، وظلمة الوحدة، اجتمعت الظلمات الحسية، والظلمات المعنوية، ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة الحوت، وظلمة الشدة، وظلمة الوحدة، ولكن لم ييأس يونس أبداً من ربه عز وجل.
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ شكا إلى ربه حاله، وتضرع إليه، وتوسل إليه بوحدانيته: لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ، ثم نزه ربه عما لا يليق به: سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ اعترف لله عز وجل بالظلم لنفسه؛ ولذلك قال النبي عليه السلام محمد صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت) لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ سورة الأنبياء:87،

 (فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) في شيء من الحاجات عموماً.
نَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ، وإذا كنت في شدة فالله ينقذك منها، وإذا كنت في ظلمة كربة فالله ينجيك منها، فهو ملجأ الخائفين، ومجير المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين، لا إله إلا هو، وهكذا أنعم الله على يونس

إذا كنت في شدة فالله ينقذك منها، وإذا كنت في ظلمة كربة فالله ينجيك منها، فهو ملجأ الخائفين، ومجير المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين، لا إله إلا هو، وهكذا أنعم الله على يونس

؛ لأنه كان من المسبحين، فإن سجله الماضي في الطاعات جعل له شفاعة عند ربه، فنجاه الله، وأنبت عليه شجرة من يقطين، ورده إلى قومه ليؤمنوا: وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍسورة الصافات:147-148.

ولذي النون وقد ناداه من *** ظلمات البحر إذ فيه استقر
حين نجاه من الغم فهل *** بعد ذا شك لعبد ذي نظر

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّسورة الأنبياء:88
العمل الصالح يساند الدعاء، الدعاء المبني على عمل صالح مسبق إنه أمر عظيم.

       


             

No comments

Post a Comment

2021 © All Rights Reserved
Share By El-Islamia